الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّآ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۚ وَإِن لَّمۡ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73)

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة } قال : النصارى يقولون : { إن الله ثالث ثلاثة } وكذبوا .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : تفرق بنو إسرائيل ثلاث فرق في عيسى ، فقالت فرقة ! هو الله . وقالت فرقة : هو ابن الله . وقالت فرقة : هو عبد الله وروحه ، وهي المقتصدة ، وهي مسلمة أهل الكتاب .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة } قال : قالت النصارى : إن الله هو المسيح وأمه ، فذلك قوله { أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله } [ المائدة : 116 ] .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا عبد الله بن هلال الدمشقي ، حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال : قال أبو سليمان الداراني : يا أحمد - والله - ما حرك ألسنتهم بقولهم ثالث ثلاثة إلا هو ، ولو شاء الله لأخرس ألسنتهم .