تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ وَقَالَ ٱلۡمَسِيحُ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۖ إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ} (72)

وقوله تعالى : { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم } الآية . يحتمل قوله عز وجل : { لقد كفر الذين قالوا } [ وجهين :

أحدهما : ] أي كفروا بعيسى لأن عيسى كذبهم في قولهم : إنه ابن الله بقوله : { يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم } الآية ، وبقوله { إن الله ربي وربكم فاعبدوه } [ آل عمران : 51 ] وبقوله : { إني عبد الله ءاتاني الكتاب } الآية [ مريم : 30 ] . أخبر أنه عبد الله ليس هو إلها ولا ابنه . تعالى الله عن ذلك .

والثاني : كفروا بعلمهم لأنه علموا أنه ابن مريم ، ثم قالوا : هو الله أو ابن الله . فإن كان ابن مريم أنى تكون له ألوهية ؟ فإذا كانت أمه لم تستحق الألوهية ، وهي أقدم منه ، كيف تكون لمن بعدها ؟ ولكن لسفههم قالوا ذلك . تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

وقوله تعالى : { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار } إذا حرم عليه الجنة صار مأواه النار .

وقيل : سمي مسيحا ؛ قال الحسن : سمي ذلك لأنه ممسوح بالبركات ، وسمي الدجال مسيحا لأنه ممسوح باللعنة .

وقيل : المسيح بمعنى الماسح ، وذلك جائز : الفعيل بمعنى الفاعل ؛ وهو ما كان يمسح المريض والأكمة ، فيبرأ ، ويمسح الموتى ، فيحيون ، ومثل ذلك ، فسمي بذلك ، والله أعلم .

والفعيل بمعنى المفعول جائز أيضا ؛ يقال : جريح ومجروح ، وقتيل ومقتول . هذا كله جائز في اللغة .