الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ} (1)

مقدمة السورة:

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت سورة النجم بمكة .

وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وأبن مردويه عن ابن مسعود قال : أول سورة نزلت فيها سجدة { والنجم } فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسجد الناس كلّهم إلا رجلاً رأيته أخذ كفاً من تراب فسجد عليه ، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا وهو أمية ين خلف .

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : أول سورة أعلن بها النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها { والنجم } .

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في سورة { والنجم } وسجد من حضر من الجن والإنس والشجر .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في النجم والمسلمون .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم و المسلمون في النجم إلا رجلين من قريش أرادا بذلك الشهرة .

وأخرج ابن مردويه عن الشعبي رضي الله عنه قال : ذكر عند جابر بن عبد الله { والنجم } فقال جابر : سجد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم و المشركون والإنس والجن .

وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ { والنجم } فسجد فيها المسلمون والمشركون والجن والإنس .

وأخرج ابن مردويه في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقرأ النجم ، فسجد بنا فأطال السجود .

وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم ، فلما بلغ السجدة سجد فيها .

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن الحسن رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في كسوف الشمس ركعتين قرأ في إحداهما النجم .

وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والطبراني وابن مردويه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : قرأت النجم عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسجد فيها .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في النجم بمكة ، فلما هاجر إلى المدينة لم يسجد فيها .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة .

وأخرج أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه سجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة منهن النجم .

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { والنجم إذا هوى } قال : الثريا إذا غابت ، وفي لفظ إذا سقطت مع الفجر ، وفي لفظ قال : الثريا إذا وقعت .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { والنجم إذا هوى } قال : الثريا إذا تدلت .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما { والنجم إذا هوى } قال : إذا انصب .

وأخرج عبد الرزاق عن الحسن رضي الله عنه { والنجم إذا هوى } قال : إذا غاب .

وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه { والنجم إذا هوى } قال : القرآن إذا نزل .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن معمر عن قتادة رضي الله عنه { والنجم إذا هوى } قال : قال عتبة بن أبي لهب : إني كفرت برب النجم ، قال معمر : فأخبرني ابن طاووس عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ، له : أما تخاف أن يسلط الله عليك كلبه ؟ فخرج ابن أبي لهب مع الناس في سفر حتى إذا كانوا ببعض الطريق سمعوا صوت الأسد ، فقال : ما هو إلا يريدني ، فاجتمع أصحابه حوله وجعلوه في وسطهم حتى إذا ناموا جاء الأسد فأخذ هامته .

وأخرج أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني عن عكرمة رضي الله عنه قال : لما نزلت { والنجم إذا هوى } قال عتبة بن أبي لهب للنبي صلى الله عليه وسلم : إني كفرت برب النجم إذا هوى فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم أرسل عليه كلباً من كلابك » قال : فقال ابن عباس رضي الله عنهما : فخرج إلى الشام في ركب فيهم هبار بن الأسود حتى إذا كانوا بوادي الغاضرة وهي مسبعة نزلوا ليلاً فافترشوا صفاً واحداً ، فقال عتبة : أتريدون أن تجعلوا حجزة ؟ لا والله لا أبيت إلا وسطكم فما انبهني إلا السبع يشم رؤوسهم رجلاً رجلاً حتى انتهى إليه فالتفت أنيابه في صدغيه .

وأخرج أبو نعيم في الدلائل وابن عساكر من طريق عروة عن هبار بن الأسود قال : كان أبو لهب وابنه عتبة قد تجهزا إلى الشام وتجهزت معهما فقال ابن أبي لهب : والله لأنطلقن إلى محمد فلأوذينه في ربه ، فانطلق حتى أتاه ، فقال : يا محمد هو يكفر بالذي { دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللهم أبعث عليه كلبا من كلابك » .

وأخرج أبو نعيم عن طاووس قال : لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { والنجم إذا هوى } قال عتبة بن أبي لهب : كفرت برب النجم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سلط الله عليه كلباً من كلابه » .

وأخرج أبو نعيم عن أبي الضحى رضي الله عنه قال : قال ابن أبي لهب : هو يكفر بالذي قال { والنجم إذا هوى } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «عسى أن يرسل عليه كلباً من كلابه » فبلغ ذلك أباه فأوصى أصحابه إذا نزلتم منزلاً فاجعلوه وسطكم ، ففعلوا حتى إذا كان ليلة بعث الله سبعاً فقتله .