الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ} (18)

وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن الشعبي قال : لقي ابن عباس كعباً بعرفة فسأله عن شيء فكبر حتى جاوبته الجبال ، فقال ابن عباس : إنا بنو هاشم نزعم أن نقول : إن محمداً قد رأى ربه مرتين ، فقال كعب : إن الله قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد عليهما السلام ، فرأى محمد ربه مرتين وكلم موسى مرتين . قال مسروق : فدخلت عليَّ عائشة فقلت : هل رأى محمد ربه ؟ فقالت : لقد تكلمت بشيء وقف له شعري قلت : رويداً ثم قرأت { لقد رأى من آيات ربه الكبرى } قالت : أين يذهب بك إنما هو جبريل من أخبرك أن محمداً رأى ربه أو كتم شيئاً مما أمر به أو يعلم الخمس التي قال الله إن الله عنده علم الساعة الآية ؛ فقد أعظم الفرية ولكنه رأى جبريل لم يره في صورته إلا مرتين مرة عند سدرة المنتهى ، ومرة عند أجياد له ستمائة جناح قد سد الأفق .

وأخرج النسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال : أتعجبون أن تكون الخلة لإِبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم ؟

وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال : رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : قال صلى الله عليه وسلم : «رأيت ربي في أحسن صورة فقال لي : يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ فقلت : لا يا رب ، فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي ، فعلمت ما في السماء والأرض ، فقلت : يا رب في الدرجات والكفارات ونقل الأقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فقلت : يا رب إنك اتخذت إبراهيم خليلاً وكلمت موسى تكليماً وفعلت وفعلت ، فقال : ألم أشرح لك صدرك ؟ ألم أضع عنك وزرك ؟ ألم أفعل بك ؟ ألم أفعل ؟ فأفضى إليّ بأشياء لم يؤذن لي أن أحدثكموها ، فذلك قوله { ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى } فجعل نور بصري في فؤادي فنظرت إليه بفؤادي » .

وأخرج ابن إسحاق والبيهقي في الأسماء والصفات وضعفه عن عبدالله بن أبي سلمة أن عبدالله بن عمر بن الخطاب بعث إلى عبدالله بن عباس يسأله هل رأى محمد ربه ؟ فأرسل إليه عبدالله بن عباس أن نعم ، فرد عليه عبدالله بن عمر رسوله أن كيف رآه ؟ فأرسل : إنه رآه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة : ملك في صورة رجل ، وملك في صورة ثور ، وملك في صورة نسر ، وملك في صورة أسد .

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات وضعفه من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه سئل هل رأى محمد ربه ؟ قال : نعم رآه كأنّ قدميه على خضرة دونه ستر من لؤلؤ ، فقلت : يا أبا عباس أليس يقول الله : لا تدركه الأبصار ؟ قال : لا أم لك ذاك نوره الذي هو نوره إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : «قالوا يا رسول الله هل رأيت ربك ؟ قال : لم أره بعيني ورأيته بفؤادي مرتين ثم تلا { ثم دنا فتدلى } » .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك ؟ قال : رأيت نهراً ، ورأيت وراء النهر حجاباً ، ورأيت الحجاب نوراً لم أره غير ذلك » .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي العالية في قوله { ما كذب الفؤاد ما رأى } قال : محمد رآه بفؤاده ولم يره بعينيه .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي صالح في قوله { ما كذب الفؤاد ما رأى } قال : رآه مرتين بفؤاده .

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال : ما أزعم أنه رآه وما أزعم أنه لم يره .

وأخرج مسلم والترمذي وابن مردويه عن أبي ذر قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هل رأيت ربك ؟ فقال : نوراني أراه » .

وأخرج مسلم وابن مردويه عن أبي ذر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك ؟ «فقال : رأيت نوراً » .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي ذر قال : رآه بقلبه ولم يره بعينيه .

وأخرج النسائي عن أبي ذر قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بقلبه ولم يره ببصره .

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن مسعود في قوله { لقد رأى من آيات ربه الكبرى } قال : رأى رفرفاً أخضر من الجنة قد سد الأفق .

وأخرج ابن جرير عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لما عرج بي مضى جبريل حتى جاء الجنة ، فدخلت فأعطيت الكوثر ، ثم مضى حتى جاء السدرة المنتهى ، فدنا ربك فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لما انتهيت إلى السدرة إذا ورقها مثل آذان الفيلة وإذا نبقها أمثال القلال ، فلما غشيها من أمر الله ما غشي تحوّلت فذكر الياقوت » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال : سدرة المنتهى منتهى إليها أمر كل نبي وملك .