الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَفَرَءَيۡتُمُ ٱللَّـٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ} (19)

أخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان اللات رجلاً يلت سويق الحاج ، ولفظ عبد بن حميد : يلت السويق يسقيه الحاج .

وأخرج النسائي وابن مردويه عن أبي الطفيل قال : « لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة ، وكان بها العزى فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها ، ثم أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : ارجع فإنك لم تصنع شيئاً ، فرجع خالد ، فلما أبصرته السدنة ، وهم حجبتها ، امعنوا في الجبل وهم يقولون يا عزى يا عزى ، فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحفن التراب على رأسها ، فعممها بالسيف حتى قتلها ، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : تلك العزى » .

وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أن العزى كانت ببطن نخلة وأن اللات كانت بالطائف ، وأن مناة كانت بقديد .

وأخرج سعيد بن منصور والفاكهي عن مجاهد قال : كانت اللات رجلاً في الجاهلية على صخرة بالطائف وكان له غنم فكان يأخذ من رسلها ويأخذ من زبيب الطائف والأقط فيجعل منه حيساً ويطعم من يمر من الناس ، فلما مات عبدوه وقالوا : هو اللات ، وكان يقرأ اللات مشددة .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان اللات يلت السويق على الحاج فلا يشرب منه أحداً إلا سمن فعبدوه .

وأخرج الفاكهي عن ابن عباس أن اللات لما مات قال لهم عمرو بن لحي : إنه لم يمت ولكنه دخل الصخرة فعبدوها وبنوا عليها بيتاً .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { أفرأيتم اللات } قال : كان رجل من ثقيف يلت السويق بالزيت فلما توفي جعلوا قبره وثناً ، وزعم الناس أنه عامر بن الظرب أخذ عدواناً .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله { أفرأيتم اللات والعزى } قال : اللات كان يلت السويق بالطائف فاعتكفوا على قبره ، والعزى شجرات .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله { أفرأيتم اللات والعزى ومناة } قال : آلهة كانوا يعبدونها ، فكان اللات لأهل الطائف وكانت العزى لقريش بسقام شعب ببطن نخلة ، وكانت مناة للأنصار بقديد .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي صالح قال : اللات الذي كان يقوم على آلهتهم ، وكان يلت لهم السويق ، والعزى بنخلة كانوا يعلقون عليها السبور والعهن ، ومناة حجر بقديد .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي الجوزاء قال : اللات حجر كان يلت السويق عليه فسمي اللات .