الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{۞وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَلۡقِ عَصَاكَۖ فَإِذَا هِيَ تَلۡقَفُ مَا يَأۡفِكُونَ} (117)

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك } قال : أوحى الله إلى موسى أن ألق ما في يمينك ، فألقى عصاه فأكلت كل حية ، فلما رأوا ذلك سجدوا .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك } فألقى عصاه فتحولت حية ، فأكلت سحرهم كله وعصيهم وحبالهم .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { تلقف ما يأفكون } قال : يكذبون .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله { تلقف ما يأفكون } قال : تسترط حبالهم وعصيهم .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال : ذكر لنا أن السحرة قالوا حين اجتمعوا : إن يك ما جاء به سحراً فلن يغلب ، وإن يك من الله فسترون . فلما ألقى عصاه أكلت ما أفكوا من سحرهم وعادت كما كانت علموا أنه من الله ، فألقوا عند ذلك ساجدين قالوا : آمنا برب العالمين .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن مسعود وناس من الصحابة قال : التقى موسى وأمير السحرة ، فقال له موسى ، أرأيتك إن غلبتك أتؤمن بي ، وتشهد أن ما جئت به حق ؟ قال الساحر : لآتينَّ غداً بسحر لا يغلبه سحر ، فوالله لئن غلبتني لأومنن بك ولأشهدن أنك حق وفرعون ينظر إليهم ، وهو قول فرعون : إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة إذ التقيتما لتظاهر أفتخرجا منها أهلها ؟ .