نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{۞وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَلۡقِ عَصَاكَۖ فَإِذَا هِيَ تَلۡقَفُ مَا يَأۡفِكُونَ} (117)

ولما تناهى الأمر واشتد التشوف{[32926]} إلى ما صنع موسى عليه السلام ، قال معلماً عنه عطفاً على { وجاءو } : { وأوحينا } أي مظهرين لعظمتنا على رؤوس الأشهاد بما لا يقدر أحد أن يضاهيه { إلى موسى أن ألق عصاك } أي فألقاها { فإذا هي } من حين إلقائه لها { تلقف } أي تلتقم التقاماً حقيقياً شديداً سريعاً جداً بما دل عليه حذف التاء ، ودل على كثرة ما صنعوا بقوله{[32927]} : { ما يأفكون* } أي يجددون حين إلقائهم في تزويره وقلبه عن وجهه ، فابتلعت ما كان ملء الوادي من العصيّ والحبال ، ثم أخذها موسى عليه السلام فإذا هي كما كانت لم يزد شيء من مقدارها على ما كانت{[32928]} عليه ، وفي هذا السياق المعلم بتثبت{[32929]} موسى عليه السلام بعد عظيم ما رأى من سحرهم{[32930]} إلى الإيحاء إليه بيان لأدبه عليه السلام في ذلك المقام الضنك وسكونه{[32931]} تحت المقاربة{[32932]} مع مرسله سبحانه إلى بروز أوامره الشريفة .


[32926]:- من ظ، وفي الأصل: إليها.
[32927]:- من ظ، وفي الأصل: به.
[32928]:- من ظ، وفي الأصل: كان.
[32929]:- في ظ: بتثبيت.
[32930]:-من ظ، وفي الأصل: سحرتهم.
[32931]:- في ظ: سكون.
[32932]:- في ظ: المقادير.