الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَلَمۡ يَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَأۡخُذُ ٱلصَّدَقَٰتِ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ} (104)

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : قال الآخرون : هؤلاء كانوا معنا بالأمس لا يكلمون ولا يجالسون فما لهم ؟ فأنزل الله { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده . . . } الآية .

وأخرج عبد الرزاق والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود قال : ما تصدق رجل بصدقة إلا وقعت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل . قال : وهو يضعها في يد السائل ، ثم قرأ { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات } .

وأخرج عبد الرزاق عن أبي هريرة في قوله { ويأخذ الصدقات } قال : إن الله هو يقبل الصدقة إذا كانت من طيب ويأخذها بيمينه ، وإن الرجل ليصدق بمثل اللقمة فيربيها به كما يربي أحدكم فصيله أو مهره ، فتربو في كف الله حتى تكون مثل أحد .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « والذي نفسي بيده ما من عبد يتصدق بصدقة طيبة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا طيباً ولا يصعد إلى السماء إلا طيب - فيضعها في حق إلا كانت كأنما يضعها في يد الرحمن ، فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله ، حتى أن اللقمة أو التمرة لتأتي يوم القيامة مثل الجبل العظيم ، وتصديق ذلك في كتاب الله العظيم { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات } » .

وأخرج الدارقطني في الافراد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « تصدقوا فإن أحدكم يعطي اللقمة أو الشيء فتقع في يد الله عز وجل قبل أن تقع في يد السائل ، ثم تلا هذه الآية { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات } فيربيها كما يربي أحدكم مهره أو فصيله فيوفيها إياه يوم القيامة » .