قوله تعالى : { هُوَ يَقْبَلُ } : " هو " مبتدأ ، و " يَقْبَلُ " خبره والجملةُ خبر أنَّ ، وأنَّ وما في حيِّزها سادةٌ مَسَدَّ المفعولين أو مسدَّ الأول . ولا يجوز أن يكونَ " هو " فصلاً لأنَّ ما بعده لا يوهم الوصفيَّة ، وقد تحرَّر مِنْ ذلك فيما تقدم .
وقرأ الحسن قال الشيخ : وفي مصحف أُبي " ألم تعلموا " بالخطاب . وفيه احتمالات ، أحدها : أن يكون خطاباً للمتخلِّفين الذين قالوا : ما هذه الخاصية التي اختصَّ بها هؤلاء ؟ و [ الثاني ] : أن يكون التفاتاً من غير إضمارِ قولٍ ، والمرادُ التائبون . و [ الثالث ] : أن يكون على إضمارِ قولٍ أي : قل لهم يا محمد ألم تعلموا .
قوله : { عَنْ عِبَادِهِ } متعلقٌ ب " يَقْبَل " ، وإنما تعدَّى ب " عن " فقيل : لأنَّ معنى " مِنْ " ومعنى " عن " متقاربان . قال ابن عطية : " وكثيراً ما يُتَوَصَّل في موضع واحد بهذه وبهذه نحو " لا صدقةَ إلا عن غني ومِنْ غني " ، و " فعل ذلك فلانٌ مِنْ أَشَره وبَطَره ، وعن أَشَره وبَطَره " . وقيل : لفظه " عن " تُشعر ببُعْدٍ ما ، تقول : " جلس عن يمين الأمير " أي مع نوعٍ من البعد . والظاهرُ أنَّ " عن " هنا للمجاوزة على بابها ، والمعنى : يتجاوز عن عباده بقبول توبتهم ، فإذا قلت : " أخذت العلم عن زيد " ، فمعناه المجاوزةُ ، وإذا قلت : منه فمعناه ابتداء الغاية .
قوله : { هُوَ التَّوَّابُ } يجوز أن يكون فصلاً ، وأن يكون مبتدأ بخلافِ ما قبلَه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.