ثم قال تعالى : { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده }[ 104 ] .
أخبر الله عز وجل ، في هذه الآية ، بقبول توبة من تاب من المنافقين وغيرهم ، وأخذ الصدقات من أموالهم{[29910]} .
فالمعنى : ألم{[29911]} يعلم هؤلاء الذين تخلفوا عن الجهاد ، ثم ندموا وربطوا أنفسهم بالسواري وقالوا : لا نطلق أنفسنا حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم ، هو الذي يطلقنا ، أن ذلك ( ليس ){[29912]} إلى النبي صلى الله عليه [ وسلم ] ، ولا إلى غيره ، وإنما هو إلى الله سبحانه ، هو يقبل توبتهم ، وتوبة غيرهم ، ويأخذ صدقة من تصدق{[29913]} ، بصدقة ، ويعلموا أن الله هو التواب الرحيم{[29914]} .
قال ابن زيد : قال المنافقون لما تاب الله على هؤلاء : كانوا بالأمس ، لا يُكَلَّمُون ولا يُجَالسون ، فما لهم اليوم يُكلَّمون ويُجَالسون ؟ فأنزل الله عز وجل ، ألم يعلم هؤلاء الذين لم يتوبوا وتكلموا في هؤلاء الذين تُبت عليهم { أن الله هو يقبل التوبة } ، الآية{[29915]} .
قال ابن عباس : { وأن الله هو التواب الرحيم } ، يعني إن استقاموا على/التوبة{[29916]} .
روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " إن الله يقبل{[29917]} ، الصدقة ويأخذها بيمينه ، فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهرة ، حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد .
وتصديق ذلك في كتاب الله : { هو{[29918]} يقبل التوبة عن عباده وياخذ الصدقات }{[29919]} .
وقال ابن مسعود : ما تصدق رجل بصدقة إلا وقعت في يد الله قبل أن تقع بيد السائل وهو يضعها في يد السائل ، ثم تلا : { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة }{[29920]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.