ولما تاب الله سبحانه على هؤلاء المذكورين سابقا قال : { ألم يعلموا } أي غير التائبين أو التائبون قبل أن يتوب الله عليهم ويقبل صدقاتهم ، والاستفهام للتقرير أو للتحضيض والتأكيد { أن الله هو يقبل التوبة } لاستغنائه عن طاعة المطيعين وعدم مبالاته بمعصية العاصين ، وقرئ بالتاء وهو إما خطاب للتائبين أو الجماعة المؤمنين ، والمعنى أن ذلك ليس لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما الله هو الذي يقبل التوبة ويردها فاقصدوه بها .
{ عن عباده } قيل لا فرق بين عن ومن ، قال ابن عطية : وكثيرا ما يتوصل في موضع واحد بهذه وهذه نحو لا صدقة إلا عن غني ومن غني وفعل ذلك فلان من أشره وبطره وعن أشره وبطره ، وقيل بينهما فرق ولعل { عن } في هذا الموضع أبلغ لأن فيه تبشير القبول للتوبة مع تسهيل سبيلها ، وقيل لفظة عن تشعر ببعد ما ، جلس عن يمين الأمير أي مع نوع من البعد ، والظاهر أن عن هنا للمجاوزة وإذا قلت منه فمعناه ابتداء الغاية .
{ ويأخذ الصدقات } أي يتقبلها منهم وفي إسناد الأخذ إليه سبحانه بعد أمره لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم بأخذها تشريف عظيم لهذه الطاعة ولمن فعلها ، وفي ذكر لفظ الأخذ ترغيب في بذل الصدقة وإعطائها الفقراء .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما تصدق أحدكم بصدقة من كسب حلال طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت ثمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوّه أو فصيله ) {[918]} أخرجه الشيخان في الباب أحاديث يطول ذكرها .
{ وإن الله هو التواب الرحيم } أي إن هذا شأنه سبحانه ؛ وفي صيغة المبالغة في التواب مع توسيط ضمير الفصل والتأكيد من التبشير لعباده والترغيب لهم ما لا يخفى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.