فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَا تَدۡعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَۖ فَإِن فَعَلۡتَ فَإِنَّكَ إِذٗا مِّنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (106)

قوله : { وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ الله مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ } معطوف على { قُلْ يا أَيُّهَا الناس } غير داخل تحت الأمر ، وقيل : معطوف على { ولا تكونن } أي : لا تدع من دون الله على حال من الأحوال ما لا ينفعك ولا يضرّك بشيء من النفع والضرّ إن دعوته ، ودعاء من كان هكذا لا يجلب نفعاً ، ولا يقدر على ضرّ ضائع لا يفعله عاقل على تقدير أنه لا يوجد من يقدر على النفع والضرّ غيره ، فكيف إذا كان موجوداً ؟ فإن العدول عن دعاء القادر إلى دعاء غير القادر أقبح وأقبح { فَإِن فَعَلْتَ } أي : فإن دعوت ، ولكنه كنى عن القول بالفعل { فَإِنَّكَ إِذًا منَ الظالمين } هذا جزاء الشرط ، أي فإن دعوت من دون الله مالا ينفعك ولا يضرّك ، فإنك في عداد الظالمين لأنفسهم .

والمقصود من هذا الخطاب التعريض لغيره صلى الله عليه وسلم .

/خ109