قوله : { قُلْ يا أَيُّهَا الناس إِن كُنتُمْ فِي شَكّ مّن دِينِي } أمر سبحانه رسوله بأن يظهر التباين بين طريقته وطريقة المشركين ، مخاطباً لجميع الناس ، أو للكفار منهم ، أو لأهل مكة على الخصوص بقوله : إن كنتم في شك من ديني الذي أنا عليه ، وهو عبادة الله وحده لا شريك له ، ولم تعلموا بحقيقته ولا عرفتم صحته ، وأنه الدين الحق الذي لا دين غيره ، فاعلموا أني بريء من أديانكم التي أنتم عليها { فَلاَ أَعْبُدُ الذين تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله } في حال من الأحوال { ولكن أَعْبُدُ الله الذي يَتَوَفَّاكُمْ } أي أخصه بالعبادة ، لا أعبد غيره من معبوداتكم من الأصنام وغيرها ، وخصّ صفة المتوفى من بين الصفات لما في ذلك من التهديد لهم : أي : أعبد الله الذي يتوفاكم فيفعل بكم ما يفعل من العذاب الشديد ، ولكونه يدل على الخلق أوّلاً ، وعلى الإعادة ثانياً ، ولكونه أشدّ الأحوال مهابة في القلوب ، ولكونه قد تقدّم ذكر الإهلاك ، والوقائع النازلة بالكفار من الأمم السابقة ، فكأنه قال : أعبد الله الذي وعدني بإهلاككم . ولما ذكر أنه لا يعبد إلا الله ، بين أنه مأمور بالإيمان فقال : { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المؤمنين } أي : بأن أكون من جنس من آمن بالله ، وأخلص له الدين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.