فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تُؤۡمِنَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَجۡعَلُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ} (100)

ثم بين سبحانه ما تقدم بقوله : { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله } أي : ما صح ، وما استقام لنفس من الأنفس أن تؤمن بالله إلا بإذنه : أي بتسهيله وتيسيره ومشيئته ؛ لذلك فلا يقع غير ما يشاؤه كائناً ما كان { وَيَجْعَلُ الرجس عَلَى الذين لاَ يَعْقِلُونَ } أي : العذاب ، أو الكفر ، أو الخذلان الذي هو سبب العذاب . وقرأ الحسن وأبو بكر والمفضل «ونجعل » بالنون . وفي الرجس لغتان : ضم الراء وكسرها ، والمراد بالذين لا يعقلون : هم الكفار الذين لا يتعقلون حجج الله ، ولا يتفكرون في آياته ، ولا يتدبرون فيما نصبه لهم من الأدلة .

/خ100