فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيۡنَا نُنجِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (103)

وثم في قوله : { ثُمَّ نُنَجّى رُسُلَنَا } للعطف على مقدّر يدلّ عليه ما قبله ، كأنه قيل أهلكنا الأمم ثم نجينا رسلنا المرسلين إليهم . وقرأ يعقوب ثم «ننجي » مخففاً . وقرأ كذلك أيضاً في { حَقّا عَلَيْنَا نُنجِ المؤمنين } . وروي كذلك عن الكسائي وحفص في الثانية . وقرأ الباقون بالتشديد ، وهما لغتان فصيحتان : أنجى ينجي إنجاء ، ونجى ينجي تنجية بمعنى واحد { والذين آمَنُواْ } معطوف على رسلنا : أي : نجيناهم ونجينا الذين آمنوا ، والتعبير بلفظ الفعل المستقبل لاستحضار صورة الحال الماضية تهويلاً لأمرها { كَذَلِكَ حَقّا عَلَيْنَا } أي : حق ذلك علينا حقاً ، أو إنجاء مثل ذلك الإنجاء حقاً { نُنجِ المؤمنين } من عذابنا للكفار ، والمراد بالمؤمنين : الجنس ، فيدخل في ذلك الرسل وأتباعهم ، أو يكون خاصاً بالمؤمنين ، وهم أتباع الرسل ؛ لأن الرسل داخلون في ذلك بالأولى .

/خ109