فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدۡنَٰهُمۡ عَذَابٗا فَوۡقَ ٱلۡعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفۡسِدُونَ} (88)

{ الذين كَفَرُوا } في أنفسهم { وَصُدُّوا } غيرهم { عَن سَبِيلِ الله } أي : عن طريق الحق ، وهي : طريق الإسلام والإيمان بأن منعوهم من سلوكها وحملوهم على الكفر ؛ وقيل : المراد بالصدّ عن سبيل الله : الصدّ عن المسجد الحرام . والأولى العموم . ثم أخبر عن هؤلاء الذين صنعوا هذا الصنع بقوله : { زدناهم عَذَابًا فَوْقَ العذاب } أي : زادهم الله عذاباً لأجل الإضلال لغيرهم فوق العذاب الذي استحقوه لأجل ضلالهم ؛ وقيل : المعنى : زدنا القادة عذاباً فوق عذاب أتباعهم ، أي : أشد منه ؛ وقيل : إن هذه الزيادة هي إخراجهم من النار إلى الزمهرير ، وقيل غير ذلك .

/خ90