{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي } أي عن ديني ، وتلاوة كتابي ، والعمل بما فيه ، ولم يتبع هداي { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } أي فإن له في هذه الدنيا معيشة ضنكاً ، أي عيشاً ضيقاً . يقال : منزل ضنك وعيش ضنك ، مصدر يستوي فيه الواحد وما فوقه والمذكر والمؤنث ، قال عنترة :
إن المنية لو تمثل مثلت *** مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل
وقرئ { ضُنكي } بضم الضاد على فُعلى ، ومعنى الآية : أن الله عزّ وجلّ جعل لمن اتبع هداه وتمسك بدينه أن يعيش في الدنيا عيشاً هنياً غير مهموم ولا مغموم ولا متعب نفسه ، كما قال سبحانه : { فَلَنُحْيِيَنَّهُ حياة طَيّبَةً } [ النحل : 97 ] . وجعل لمن لم يتبع هداه وأعرض عن دينه أن يعيش عيشاً ضيقاً وفي تعب ونصب ، ومع ما يصيبه في هذه الدنيا من المتاعب ، فهو في الأخرى أشدّ تعباً وأعظم ضيقاً وأكثر نصباً ، وذلك معنى : { وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القيامة أعمى } أي مسلوب البصر . وقيل : المراد : العمى عن الحجة . وقيل : أعمى عن جهات الخير لا يهتدي إلى شيء منها ، وقد قيل : إن المراد بالمعيشة الضنكي : عذاب القبر ، وسيأتي ما يرجح هذا ويقوّيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.