فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ} (60)

{ والذين يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلى رَبّهِمْ راجعون } أي يعطون ما أعطوا وقلوبهم خائفة من أجل ذلك الإعطاء يظنون أن ذلك لا ينجيهم من عذاب الله ، وجملة : { وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } في محل نصب على الحال ، أي والحال أن قلوبهم خائفة أشدّ الخوف . قال الزجاج : قلوبهم خائفة لأنهم إلى ربهم راجعون ، وسبب الوجل هو أن يخافوا أن لا يقبل منهم ذلك على الوجه المطلوب ، لا مجرّد رجوعهم إليه سبحانه . وقيل : المعنى : أن من اعتقد الرجوع إلى الجزاء والحساب وعلم أن المجازي والمحاسب هو الربّ الذي لا تخفى عليه خافية لم يخل من وجل . وقرأت عائشة وابن عباس والنخعي «يَأْتُونَ مَا أَتَوا » مقصوراً من الإتيان . قال الفراء : ولو صحت هذه القراءة لم تخالف قراءة الجماعة ؛ لأن من العرب من يلزم في الهمز الألف في كل الحالات . قال النحاس : ومعنى هذه القراءة : يعملون ما عملوا .

/خ67