{ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ } الضمير في : { به } راجع إلى البيت العتيق ، وقيل : للحرم ، والذي سوّغ الإضمار قبل الذكر اشتهارهم بالاستكبار به وافتخارهم بولايته والقيام به ، وكانوا يقولون : لا يظهر علينا أحد لأنا أهل الحرم وخدّامه . وإلى هذا ذهب جمهور المفسرين . وقيل : الضمير عائد إلى القرآن ، والمعنى : أن سماعه يحدث لهم كبراً وطغياناً فلا يؤمنون به . قال ابن عطية : وهذا قول جيد . وقال النحاس : القول الأوّل أولى وبينه بما ذكرنا . فعلى القول الأوّل يكون { به } متعلقاً ب{ مستكبرين } ، وعلى الثاني يكون متعلقاً ب{ سامرا } لأنهم كانوا يجتمعون حول البيت بالليل يسمرون ، وكان عامة سمرهم ذكر القرآن والطعن فيه ، والسامر كالحاضر في الإطلاق على الجمع . قال الواحدي : السامر : الجماعة يسمرون بالليل ، أي يتحدّثون ، ويجوز أن يتعلق { بِهِ } بقوله : { تَهْجُرُونَ } والهجر بالفتح : الهذيان ، أي تهذون في شأن القرآن ، ويجوز أن يكون من الهجر بالضم ، وهو الفحش . وقرأ ابن مسعود وابن عباس وابن عمر وأبو حيوة : «سمرا » بضم السين وفتح الميم مشدّدة ، وقرأ زيد بن علي وأبو رجاء ( سمارا ) ورويت هذه القراءة عن ابن عباس ، وانتصاب { سامرا } على الحال ، إما من فاعل { تنكصون } أو من الضمير في { مستكبرين } وقيل : هو مصدر جاء على لفظ الفاعل ، يقال : قوم سامر ، ومنه قول الشاعر :
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا *** أنيس ولم يسمر بمكة سامر
قال الراغب : ويقال : سامر وسمار ، وسمر وسامرون . قرأ الجمهور : «تهجرون » بفتح التاء المثناة من فوق وضم الجيم . وقرأ نافع . وابن محيصن بضم التاء وكسر الجيم من أهجر ، أي أفحش في منطقه . وقرأ زيد بن علي وابن محيصن وأبو نهيك بضم التاء وفتح الهاء وكسر الجيم مشدّدة مضارع هجر بالتشديد . وقرأ ابن أبي عاصم كالجمهور إلا أنه بالياء التحتية ، وفيه التفات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.