فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (19)

ثم هدّد سبحانه القاذفين ، ومن أراد أن يتسامع الناس بعيوب المؤمنين ، وذنوبهم فقال : { إِنَّ الذين يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفاحشة في الذين ءامَنُواْ } أي : يحبون أن تفشو الفاحشة وتنتشر ، من قولهم : شاع الشيء يشيع شيوعاً ، وشيعاً ، وشيعاناً : إذا ظهر وانتشر ، والمراد بالذين آمنوا المحصنون العفيفون ، أو كلّ من اتصف بصفة الإيمان ، والفاحشة هي : فاحشة الزنا ، أو القول السيء { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدنيا } بإقامة الحدّ عليهم { والآخرة } بعذاب النار { والله يَعْلَمُ } جميع المعلومات { وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } إلاّ ما علمكم به وكشفه لكم ، ومن جملة ما يعلمه الله عظم ذنب القذف ، وعقوبة فاعله .

/خ21