فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ} (44)

{ يُقَلّبُ الله اليل والنهار } أي : يعاقب بينهما ، وقيل يزيد في أحدهما ، وينقص الآخر ، وقيل : يقلبهما باختلاف ما يقدره فيهما من خير وشرّ ، ونفع وضرّ ، وقيل : بالحرّ والبرد ، وقيل المراد بذلك تغيير النهار بظلمة السحاب مرّة ، وبضوء الشمس أخرى ، وتغيير الليل بظلمة السحاب تارة ، وبضوء القمر أخرى ، والإشارة بقوله : { إِنَّ في ذلك لَعِبْرَةً لأوْلِى الأبصار } إلى ما تقدّم ، ومعنى العبرة : الدلالة الواضحة التي يكون بها الاعتبار ، والمراد بأولي الأبصار : كل من له بصر يبصر به .

/خ46