فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَدۡنَىٰ دُونَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَكۡبَرِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (21)

{ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مّنَ العذاب الأدنى } وهو عذاب الدنيا . قال الحسن وأبو العالية والضحاك والنخعي : هو مصائب الدنيا وأسقامها . وقيل : الحدود . وقيل : القتل بالسيف يوم بدر . وقيل : سنين الجوع بمكة . وقيل : عذاب القبر ، ولا مانع من الحمل على الجميع { دُونَ العذاب الأكبر } وهو عذاب الآخرة { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } مما هم فيه من الشرك والمعاصي بسبب ما ينزل بهم من العذاب إلى الإيمان والطاعة ويتوبون عما كانوا فيه . وفي هذا التعليل دليل على ضعف قول من قال : إن العذاب الأدنى هو عذاب القبر .

/خ22