فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱلَّذِي نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءَۢ بِقَدَرٖ فَأَنشَرۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ كَذَٰلِكَ تُخۡرَجُونَ} (11)

{ والذي نَزَّلَ مِنَ السماء مَاء بِقَدَرٍ } أي بقدر الحاجة وحسبما تقتضيه المصلحة ولم ينزل عليكم منه فوق حاجتكم حتى يهلك زرائعكم ويهدم منازلكم ويهلككم بالغرق ، ولا دونها حتى تحتاجوا إلى الزيادة ، وعلى حسب ما تقتضيه مشيئته في أرزاق عباده بالتوسيع تارة والتقتير أخرى { فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً } أي أحيينا بذلك الماء بلدة مقفرة من النبات . قرأ الجمهور { ميتاً } بالتخفيف . وقرأ عيسى وأبو جعفر بالتشديد { كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } من قبوركم ، أي مثل ذلك الإحياء للأرض بإخراج نباتها بعد أن كانت لا نبات بها تبعثون من قبوركم أحياء ، فإن من قدر على هذا قدر على ذلك ، وقد مضى بيان هذا في آل عمران والأعراف . قرأ الجمهور : { تخرجون } مبنياً للمفعول ، وقرأ الأعمش ، ويحيى بن وثاب ، وحمزة ، والكسائي ، وابن ذكوان عن ابن عامر مبنياً للفاعل .

/خ20