فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَدۡ سَأَلَهَا قَوۡمٞ مِّن قَبۡلِكُمۡ ثُمَّ أَصۡبَحُواْ بِهَا كَٰفِرِينَ} (102)

قوله : { قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ من قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كافرين } الضمير : يرجع إلى المسألة المفهومة من { لاَ تَسْأَلُواْ } لكن ليست هذه المسألة بعينها ، بل مثلها في كونها مما لا حاجة إليه ، ولا توجبه الضرورة الدينية ثم لم يعملوا بها ، بل أصبحوا بها كافرين أي ساترين لها تاركين للعمل بها ، وذلك كسؤال قوم صالح الناقة ، وأصحاب عيسى المائدة ، ولا بد من تقييد النهي في هذه الآية بما لا تدعو إليه حاجة كما قدمنا ، لأن الأمر الذي تدعو الحاجة إليه في أمور الدين والدنيا ، قد أذن الله بالسؤال عنه فقال : { فاسألوا أَهْلَ الذكر إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ } وقال صلى الله عليه وسلم : «قاتلهم الله ألا سألوا فإنما شفاء العيّ السؤال » .

/خ104