ولما استفيد من كلامه لهم غاية الإنكار عليهم ، علل هذا الإنكار بقوله : { إن هؤلاء } أي القوم { متبر ما هم فيه } أي مكسر مفتت مهلك على وجه المبالغة ، وإذا فسد الظرف فسد المظروف ، وإليه الإشارة بجعل " هؤلاء " اسماً لإن ، وإيلائه خبر الجمله الواقعة خبراً مقدماً على مبتدئه .
ولما كان الشيء قد يهلك في الدنيا أو في الآخرة{[33288]} - وهو حق ، أعلمهم بأن هذا الهلاك{[33289]} إنما هو الهلاك{[33290]} عند الله أعلم من كونه في الدنيا أو في الآخرة لبطلان ما هم فيه ، فقال معبراً بالاسمية إشارة إلى أنه الآن كذلك ، وإن رئي بخلافه : { وباطل } أي مضمحل زائل { ما كانوا } أي جبلة وطبعاً { يعملون* }{[33291]} أي مواظبين عليه من الأصنام والعكوف وجميع أعمالهم لأجله{[33292]} ، لا وزن لشيء منها أصلاً ولا اعتبار ، و{[33293]} - فيه إشارة إلى أن العبادة لا تنبغي{[33294]} إلا للباقي الذي لا يجوز عليه التغير ، فإذا كان كذلك{[33295]} كان العمل له أيضاً ثابتاً باقياً لا يجوز عليه البطلان ، وفي تعقيبها لتدمير آل فرعون إشارة إلى موجب ذلك ، وأن كل من كان على مثل حالهم من عبادة غير الله كانت عاقبته الدمار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.