فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{كَلَّآ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ} (15)

ثم كرّر سبحانه الردع والزجر فقال : { كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } وقيل : كلا بمعنى حقاً : أي حقاً إنهم ، يعني : الكفار عن ربهم يوم القيامة لا يرونه أبداً . قال مقاتل : يعني : أنهم بعد العرض والحساب لا ينظرون إليه نظر المؤمنين إلى ربهم . قال الحسين بن الفضل : كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته . قال الزجاج : في هذه الآية دليل على أنّ الله عزّ وجلّ يرى في القيامة ، ولولا ذلك ما كان في هذه الآية فائدة . وقال جلّ ثناؤه { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ } [ القيامة : 22 ، 23 ] فأعلم جلّ ثناؤه أن المؤمنين ينظرون ، وأعلم أن الكفار محجوبون عنه . وقيل : هو تمثيل لإهانتهم بإهانة من يحجب عن الدخول على الملوك . وقال قتادة وابن أبي مليكة : هو أن لا ينظر إليهم برحمته ولا يزكيهم . وقال مجاهد : محجوبون عن كرامته ، وكذا قال ابن كيسان .

/خ17