فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَوۡمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (6)

ثم أخبر عن ذلك اليوم فقال : { يَوْمَ يَقُومُ الناس لِرَبّ العالمين } انتصاب الظرف ب { مبعوثون } المذكور قبله ، أو بفعل مقدّر يدل عليه مبعوثون : أي يبعثون يوم يقوم الناس ، أو على البدل من محل ليوم ، أو بإضمار أعني ، أو هو في محلّ رفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، أو في محلّ جرّ على البدل من لفظ ليوم ، وإنما بني على الفتح في هذين الوجهين لإضافته إلى الفعل . قال الزجاج : { يوم } منصوب بقوله : { مبعوثون } ، المعنى : ألا يظنون أنهم يبعثون يوم القيامة ؟ ومعنى { يوم يقوم الناس } : يوم يقومون من قبورهم لأمر ربّ العالمين ، أو لجزائه ، أو لحسابه ، أو لحكمه وقضائه . وفي وصف اليوم بالعظم مع قيام الناس لله خاضعين فيه ووصفه سبحانه بكونه ربّ العالمين دلالة على عظم ذنب التطفيف ، ومزيد إثمه وفظاعة عقابه . وقيل المراد بقوله : { يَوْمَ يَقُومُ الناس } قيامهم في رشحهم إلى أنصاف آذانهم ، وقيل : المراد قيامهم بما عليهم من حقوق العباد ، وقيل : المراد قيام الرسل بين يدي الله للقضاء ، والأوّل أولى .

/خ17