فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{كَذَّبَتۡ ثَمُودُ بِطَغۡوَىٰهَآ} (11)

{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا } الطغوى : اسم من الطغيان كالدعوى من الدعاء . قال الواحدي : قال المفسرون : كذبت ثمود بطغيانها : أي الطغيان حملتهم على التكذيب ، والطغيان مجاوزة الحدّ في المعاصي ، والباء للسببية . وقيل : كذبت ثمود بطغواها : أي بعذابها الذي وعدت به ، وسمي العذاب طغوى لأنه طغى عليهم ، فتكون الباء على هذا للتعدية . وقال محمد بن كعب : بطغواها : أي بأجمعها . قرأ الجمهور : { بِطَغْوَاهَا } بفتح الطاء . وقرأ الحسن والجحدري ومحمد بن كعب وحماد بن سلمة بضم الطاء ؛ فعلى القراءة الأولى هو مصدر بمعنى الطغيان ، وإنما قلبت الياء والواو للفرق بين الاسم والصفة لأنهم يقلبون الياء في الأسماء كثيراً نحو تقوى وسروى ، وعلى القراءة الثانية هو مصدر كالرجعى والحسنى ونحوهما ، وقيل : هما لغتان .

/خ15