فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا} (8)

{ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } أي عرّفها وأفهمها حالهما وما فيهما من الحسن والقبح . قال مجاهد : عرّفها طريق الفجور والتقوى والطاعة والمعصية . قال الفراء : فألهمها عرّفها طريق الخير ، وطريق الشرّ ، كما قال : { وهديناه النجدين } [ البلد : 10 ] . قال محمد بن كعب : إذا أراد الله بعبده خيراً ألهمه الخير فعمل به ، وإذا أراد به الشرّ ألهمه الشرّ فعمل به . قال ابن زيد : جعل فيها ذلك بتوفيقه إياها للتقوى ، وخذلانه إياها للفجور ، واختار هذا الزجاج ، وحمل الإلهام على التوفيق والخذلان . قال الواحدي : وهذا هو الوجه لتفسير الإلهام ، فإن التبيين والتعليم والتعريف دون الإلهام ، والإلهام أن يوقع في قلبه ويجعل فيه ، وإذا أوقع الله في قلب عبده شيئًا ألزمه ذلك الشيء . قال : وهذا صريح في أن الله خلق في المؤمن تقواه ، وفي الكافر فجوره .

/خ15