فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا} (10)

{ وَقَدْ خَابَ مَن دسّاها } أي خسر من أضلها وأغواها . قال أهل اللغة : دسّاها أصله دسسها ، من التدسيس ، وهو إخفاء الشيء في الشيء ، فمعنى «دسّاها » في الآية : أخفاها وأخملها ولم يشهرها بالطاعة والعمل الصالح ، وكانت أجواد العرب تنزل الأمكنة المرتفعة ليشتهر مكانها فيقصدها الضيوف ، وكانت لئام العرب تنزل الهضاب والأمكنة المنخفضة ليخفى مكانها عن الوافدين . وقيل : معنى { دسّاها } : أغواها ، ومنه قول الشاعر :

وأنت الذي دسيت عمراً فأصبحت *** حلائله منه أرامل ضيعا

وقال ابن الأعرابي { وَقَدْ خَابَ مَن دسّاها } أي دسّ نفسه في جملة الصالحين وليس منهم .

/خ15