فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۭ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ} (23)

{ وَجِيء يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } { يومئذ } منصوب ب { جيء } ، والقائم مقام الفاعل ب { جهنم } ، وجوّز مكيّ أن يكون يومئذ هو القائم مقام الفاعل ، وليس بذاك . قال الواحدي : قال جماعة من المفسرين : جيء بها يوم القيامة مزمومة بسبعين ألف زمام مع كلّ زمام سبعون ألف ملك يجرّونها حتى تنصب عن يسار العرش ، فلا يبقى ملك مقرّب ولا نبي مرسل إلاّ جثا لركبتيه يقول : يا ربّ نفسي نفسي . وسيأتي الذي هذا نقله عن جماعة المفسرين مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله . { يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنسان } { يومئذ } هذا بدل من { يومئذ } الذي قبله : أي يوم جيء بجهنم يتذكر الإنسان : أي يتعظ ويذكر ما فرط منه ويندم على ما قدّمه في الدنيا من الكفر والمعاصي . وقيل : إن قوله : { يَوْمَئِذٍ } الثاني بدل من قوله : { إِذَا دُكَّتِ } والعامل فيهما هو قوله : { يَتَذَكَّرُ الإنسان } و { أنى لَهُ الذكرى } أي ومن أين له التذكر والاتعاظ . وقيل : هو على حذف مضاف : أي ومن أين له منفعة الذكرى . قال الزجاج : يظهر التوبة ، ومن أين له التوبة ؟

/خ30