{ فَعَقَرُوهَا } أي عقرها الأشقى ، وإنما أسند العقر إلى الجميع لأنهم رضوا بما فعله . قال قتادة : إنه لم يعقرها حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم . قال الفراء : عقرها اثنان ، والعرب تقول : هذان أفضل الناس ، وهذان خير الناس ، فلهذا لم يقل أشقياها . { فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا } أي أهلكهم وأطبق عليهم العذاب ، وحقيقة الدمدمة : تضعيف العذاب وترديده ، يقال دمدمت على الشيء : أي أطبقت عليه ، ودمدم عليه القبر : أي أطبقه ، وناقة مدمومة : إذا لبسها الشحم ، والدمدمة : إهلاك باستئصال ، كذا قال المؤرج . قال في الصحاح : دمدمت الشيء : إذا ألزقته بالأرض وطحطحته ، ودمدم الله عليهم : أي أهلكهم . وقال ابن الأعرابي : دمدم إذا عذّب عذاباً تاماً . والضمير في { فسوّاها } يعود إلى الدمدمة : أي فسوّى الدمدمة عليهم وعمهم بها فاستوت على صغيرهم وكبيرهم . وقيل : يعود إلى الأرض : أي فسوّى الأرض عليهم ، فجعلهم تحت التراب . وقيل : يعود إلى الأمة : أي ثمود . قال الفراء : سوّى الأمة أنزل العذاب بصغيرها وكبيرها بمعنى سوّى بينهم . قرأ الجمهور : { فَدَمْدَمَ } بميم بين الدالين ، وقرأ ابن الزبير : { فدهدم } بهاء بين الدالين . قال القرطبي : وهما لغتان كما يقال : امتقع لونه ، واهتقع لونه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.