تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَآءِ إِلَٰهٞ وَفِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَٰهٞۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ} (84)

81

المفردات :

إله : معبود بحق لا شريك له .

الحكيم : في تدبيره .

العليم : بمصالح عباده .

التفسير :

84- { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم } .

هو سبحانه منزه عن الولد ، وأيضا منزه عن المكان ، والكيف والكم والطول والعرض .

قال تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } . ( الشورى : 11 ) .

جاء في تفسير المنير ما يأتي :

فليس له مكان يستقر فيه ، بل له الألوهية والربوبية في الكون كله ، وفي كل مكان ، ويستحيل عليه المكان ، لأنه يكون محدودا محصورا في جهة معينة له حجم ونهاية ، وتلك صفات الحوادث ، والله منزه عنها ، فلا يحده زمان أو مكان ، والحكمة البالغة والعلم الواسع يتنافيان مع إثبات الولد لله27 .

وقال ابن كثير :

{ وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله . . . }

أي : هو إله من في السماء ، وإله من في الأرض ، يعبده أهلهما ، وكلهم خاضعون له ، أذلاء بين يديه { وهو الحكيم العليم } .

وهذه الآية كقوله سبحانه وتعالى : { وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون } . ( الأنعام : 3 ) .

أي : هو المدعو الله في السماوات والأرض اه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَآءِ إِلَٰهٞ وَفِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَٰهٞۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ} (84)

قوله : { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله } أي أن الله الذي له الإلهية ، والمتفرد بالوحدانية لهو معبود في السماء ومعبود في الأرض ، فهو بذلك يعبد فيهما . ولا تتجلى هذه الصفة الكبرى لأحد سوى الله ، وهي دليل عظمته البالغة وأنه الصانع الحكيم الذي لا تنبغي العبادة ولا الإذعان إلا لجلاله العظيم . ومما يقتضيه مفهوم هذه الآية أن نوقن أن الله وحده الحاكم المشرع لأهل الأرض . لا جرم أن هذه واحدة من خصائص الإلهية العظمى ، فالله الذي خلق السماوت فأبدعهم إبداعا وأنشأ فيهن روعة البناء والخلق ، وبث فيهن مالا يحصى من الأجرام والكائنات فكان ذلك كله في غاية القوة والاتساق والانتظام والترابط ، لهو جدير به ألا يدع البشرية على الأرض مضطربة بغير نظام ولا تشريع . لقد وضع الله للبشرية تشريعها المناسب في الأرض ، لأنه سبحانه الأقدر على ذلك ، فهو العالم بالأحوال والحقائق والطبائع { وهو الحكيم العليم } الله الحكيم في تدبير شؤون خلقه ، العليم بما يصلحهم وينفعهم في دينهم ودنياهم .