النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَآءِ إِلَٰهٞ وَفِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَٰهٞۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ} (84)

قوله عز وجل : { وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ } وهذا إبطال أن يكون غير الله إلَهاً ، وأن الإلَه هو الذي يكون في السماء إلهاً وفي الأرض إلهاً ، وليست هذه صفة لغير الله ، فوجب أن يكون هو الإله .

وفي معنى الكلام وجهان :

أحدهما : أنه الموحد{[2536]} في السماء والأرض قاله مقاتل .

الثاني : أنه المعبود في السماء والأرض ، قاله الكلبي .

{ وَهُوَ الْحَكِيمُ{[2537]} الْعَلِيمُ } يحتمل وجهين :

أحدهما : أنه يذكر ذلك صفة لتعظيمه .

الثاني : أنه يذكره تعليلاً لإلاهيته لأنه حكيم عليم وليس في الأصنام حكيم عليم .


[2536]:في ع الموكل.
[2537]:حكيم على وزن فعيل صيغة مبالغة واسم الفاعل حاكم وقيل معناه الحكيم، وقال قوم الحكيم المانع من الفساد. أما العليم فهو صيغة مبالغة أيضا واسم الفاعل عالم.