تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{تَنزِيلَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ} (5)

1

{ تنزيل العزيز الرحيم }

التفسير :

استئناف لإظهار فخامة القرآن الكريم الإضافية بعد بيان فخامته الذاتية بالقسم به ووصفه بالحكمة ، فهذا القرآن كلام الله وهو تنزيل العزيز الغالب الرحيم بعباده ، ولهذا ففيه عزة المؤمنين وقوتهم وتماسكهم وهم به خير أمة أخرجت للناس وهم بالقرآن والتمسك به أهل لرحمة الرحيم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{تَنزِيلَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ} (5)

قوله تعالى : { تنزيل العزيز الرحيم } قرأ ابن عامر ، و حمزة ، و الكسائي ، و حفص : تنزيل بنصب اللام كأنه قال : نزل تنزيلاً ، وقرأ الآخرون بالرفع ، أي : هو تنزيل العزيز الرحيم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{تَنزِيلَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ} (5)

ولما كان كأنه قيل : ما هذا الذي أرسل به ؟ كان كأنه قيل جواباً لمن سأل : هو القرآن الذي وقع الإقسام به وهو { تنزيل } أو حاله كونه تنزيل { العزيز } أي المتصف بجميع صفات الكمال . ولما كانت هذه الصفة للقهر والغلبة ، وكان ذلك لا يكون صفة كمال إلا بالرحمة قال : { الرحيم * } أي الحاوي لجميع صفات الإكرام الذي ينعم على من يشاء من عباده بعد الإنعام بإيجادهم بما يقيمهم على المنهاج الذي يرضاه لهم ، فهو الواحد الذي لا مثل له أصلاً لما قهر به من عزته ، وجبر به من رحمته .

نزله إليك وهو في جلالة النظم وجزالة القول وحلاوة السبك وقوة التركيب ورصانة الوضع وحكيم المعاني وإحكام المباني في أعلى ذرى الإعجاز ، وجعل إنزاله تدريجاً بحسب المصالح مطابقاً مطابقة أعجزت الخلائق عن أن يأتوا بمثلها ، ثم نظمه على غير ترتيب النزول نظماً أعجز الخلق عن أن يدركوا جميع المراد من بحور معانيه وحكيم مبانيه ، فكله إعجاز على ما له من إطناب وإيجاز .