تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَـَٔاوَىٰ} (6)

المفردات :

ألم يجدك : ألم يعلمك ربك ، أي قد علمك .

يتيما : طفلا مات أبوك وانت جنين .

فآوى : فضمّك إلى من يكفلك ويرعاك .

التفسير :

6- ألم يجدك يتيما فآوى .

توفي والده صلى الله عليه وسلم وهو جنين في بطن أمه ، فكفله جده عبد المطلب ، وماتت أمه وعمره ست سنوات ، ثم مات جدّه عبد المطلب وله من العمر ثماني سنين ، فكفله عمه أبو طالب ، وكان به حفيا ، وكان يحوطه ويرعاه وينصره بعد نزول الرسالة عليه –وهو على رأس الأربعين- وكان أبو طالب على دين قومك لكنه نصر محمدا حتى مات ، وعمر الرسول صلى الله عليه وسلم يقارب سبعا وأربعين سنة ، وقد قيّض الله له من يكرمه ويأويه ، فنشأ عزيزا بفضل الله تعالى .

وقيل : معنى : ألم يجدك يتيما فآوى .

ألم أجدك يتيما لم ترغب فيك المواضع ، فآويتك إلى مرضعة تحنو عليك ، ورزقتها بصحبتك الخير والبركة حتى أحبّتك وتكفلتك .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَـَٔاوَىٰ} (6)

ثم أخبره الله عز وجل عن حالته التي كان عليها قبل الوحي ، وذكر نعمه فقال جل ذكره : { ألم يجدك يتيماً فآوى }

أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي فقال : أنبأني عبد الله بن حامد الأصفهاني ، أنبأنا محمد ابن عبد الله النيسابوري ، حدثنا محمد بن عيسى ، أنبأنا أبو عمرو الحوضي وأبو الربيع الزهراني ، عن حماد بن زيد ، عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سألت ربي مسألةً ووددت أني لم أكن سألته ، قلت : يا رب إنك آتيت سليمان بن داود ملكاً عظيماً ، وآتيت فلاناً كذا وآتيت فلاناً كذا ؟ قال : يا محمد ألم أجدك يتيماً فآويتك ؟ قلت : بلى ، أي رب قال : ألم أجدك ضالاً فهديتك ؟ قلت : بلى أي رب ، قال : ألم أجدك عائلاً فأغنيتك ؟ قلت : بلى أي رب " ، وزاد غيره عن حماد " قال : ألم أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك ؟ قلت : بلى أي رب " . ومعنى الآية : ألم يجدك يتيماً صغيراً فقيراً حين مات أبواك ولم يخلفا لك مالاً ولا مأوىً ، فجعلت لك مأوىً تأوي إليه ، وضمك إلى عمك أبي طالب حتى أحسن تربيتك وكفاك المؤونة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَـَٔاوَىٰ} (6)

قوله تعالى : { ألم يجدك يتيما فآوى } عدد سبحانه مننه على نبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم فقال : " ألم يجدك يتيما " لا أب لك قد مات أبوك . " فآوى " أي جعل لك مأوى تأوي إليه عند عمك أبي طالب ، فكفلك . وقيل لجعفر بن محمد الصادق : لم أوتم النبي صلى اللّه عليه وسلم من أبويه ؟ فقال : لئلا يكون لمخلوق عليه حق . وعن مجاهد : هو من قول العرب : درة يتيمة ، إذا لم يكن لها مثل . فمجاز الآية : ألم يجدك واحدا في شرفك لا نظير لك ، فآواك اللّه بأصحاب يحفظونك ويحوطونك .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَـَٔاوَىٰ} (6)

ولما وعده بأنه لا يزال في كل لحظة يرقيه في مراقي العلا والشرف ، ذكره بما رقاه به قبل ذلك من حين توفي أبوه وهو حمل وماتت أمه وهو ابن ثمان سنين ، فتم يتمه من الأبوين قبل بلوغه لئلا يكون عليه - كما قال جعفر الصادق - حق لمخلوق ، فقال مقرراً له : { ألم يجدك } أي يصادفك أي يفعل بك فعل من صادف آخر حال كونه { يتيماً فآوى * }