التوبة : الرجوع عن المعاصي بالندم عليها ، والعزم على تركها أبدا .
25- { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون } .
فتح الله تعالى أبوابه للتائبين ، وهو وحده الذي يملك قبول التوبة ومنح المغفرة .
قال تعالى : { ومن يغفر الذنوب إلا الله . . . } ( آل عمران : 135 ) .
إن الله جلّت قدرته يمتن على عباده بواسع ألطافه ، فهو الذي يقبل التوبة من عباده ويغفر الذنوب لمن تاب وأناب ، وهو العليم بكل فعل نفعله ، فأحرى بنا أن نسارع إلى مرضاته والرجوع إليه ، والتوبة من المعاصي والندم عليها ، والالتجاء إلى الله .
{ وهو الذي يقبل التوبة عن عباده } : أي هو تعالى الذي يقبل توبة التائبين من عباده .
{ ويعفو عن السيئات } : أي لا يؤاخذ بها من تاب منها فهذا هو الإِله الحق لا الأصنام التي ليس لها شيء مما هو لله البتة .
وقوله تعالى : { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده } أي إن تابوا إليه وأنابوا ويعفوا عن سيئاتهم فلا يؤاخذهم بها ، ويعلم ما يفعلون في السر والعلن ويجزي كلا بما عمل وهو على كل شيء قدير .
- وجوب التوبة وقبول الله تعالى لها وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوب إلى الله في اليوم مائة مرة . وللتوبة ثلاثة شروط : الإقلاع الفوري عن المعصية والاستغفار والندم على ما فعل من المعصية بترك الواجب أو فعل المحرم ، وإن كان الذنب يتعلق بحق آدمي زاد شرط رابع وهو التحلل من الآدمي بأداء الحق أو بطلب العفو منه .
قوله تعالى : " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده " قال ابن عباس : لما نزل قوله تعالى " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قال قوم في نفوسهم : ما يريد إلا أن يحثنا على أقاربه من بعده ، فأخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنهم قد اتهموه فأنزل : " أم يقولون افترى على الله كذبا " الآية ، فقال القوم : يا رسول الله ، فإنا نشهد أنك صادق ونتوب . فنزلت : " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده " . قال ابن عباس : أي عن أوليائه وأهل طاعته . والآية عامة . وقد مضى الكلام في معنى التوبة وأحكامها{[13509]} ، ومضى هذا اللفظ في " التوبة " {[13510]} . " ويعفو عن السيئات " أي عن الشرك قبل الإسلام . " ويعلم ما تفعلون " أي من الخير والشر . وقرأ حمزة والكسائي وحفص وخلف بالتاء على الخطاب ، وهى قراءة ابن مسعود وأصحابه . الباقون بالياء على الخبر ، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم ؛ لأنه بين خبرين : الأول " وهو الذي يقبل التوبة عن عبادة " والثاني " ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.