فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَهُوَ ٱلَّذِي يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَعۡفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ وَيَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ} (25)

{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ } المذنبين أي يقبل توبتهم إليه مما عملوا من المعاصي ، واقترفوا من السيئات والتوبة الندم على المعصية والقلع عنها والعزم على عدم المعاودة لها ، وهذه ثلاثة شروط فيما بينه وبين الله تعالى فإذا حصلت هذه الشروط صحت التوبة ، وإن فقد أحد الثلاثة لم تصح ، وأما فيما يتعلق بحق آدمي فشروطها أربعة هذه الثلاثة ، والرابع أن يبرأ من حق صاحبها ، وقيل : يقبل التوبة عن أوليائه وأهل طاعته ، والأول أولى ، فإن التوبة مقبولة من جميع العباد مسلمهم وكافرهم إذا كانت صحيحة صادرة عن خلوص نية وعزيمة صحيحة والأحاديث في ذكر التوبة وحكمها كثيرة في الصحيحين وغيرها .

{ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ } على العموم لمن تاب عن سيئة ، ويعفو لمن يشاء بلا توبة أيضا إذا كان ما دون الشرك { وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } من خير وشر فيجازي كلا بما يستحقه قرأ حمزة وغيره تفعلون بالفوقية على الخطاب وقرئ بالتحتية على الخبر ، وهما سبعيتان ، واختار الثانية أبو عبيد وأبو حاتم لأن هذا الفعل وقع بين خبرين .