الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَهُوَ ٱلَّذِي يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَعۡفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ وَيَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ} (25)

أخرج عبد الرزاق وابن المنذر ، عن الزهري في قوله : { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده } أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته في المكان الذي يخاف أن يقتله فيه العطش » .

وأخرج مسلم والترمذي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لله أفرح بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها » .

وأخرج البخاري ومسلم والترمذي ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فوضع رأسه فنام نومة ، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته ، فطلبها حتى إذا اشتد عليه العطش والحر قال : ارجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ، فرجع ، فنام نومة ، ثم رفع رأسه ، فإذا راحلته عنده عليه زاده وطعامه وشرابه ، فالله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده » .

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني ، عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنه سئل عن الرجل يفجر بالمرأة ثم يتزوّجها ، قال : لا بأس به ثم قرأ { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده } .

وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان ، عن عتبة بن الوليد ، حدثني بعض الرهاويين قال : سمع جبريل عليه السلام ، خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام ، وهو يقول : يا كريم العفو ، فقال : له جبريل عليه السلام ، وتدري ما كريم العفو ؟ قال : لا يا جبريل .

قال : « إن يعفو عن السيئة ويكتبها حسنة » .

وأخرج سعيد بن منصور والطبراني ، عن الأخنس قال : امترينا في قراءة هذا الحرف ، ويعلم ما يفعلون أو تفعلون ، فأتينا ابن مسعود فقال : تفعلون .

وأخرج عبد بن حميد ، عن علقمة رضي الله عنه ، أنه قرأ في { حم عسق } { ويعلم ما تفعلون } بالتاء .