أشد رهبة : أي : إنهم يخافونكم في صدورهم أشد من خوفهم من الله .
لا يفقهون : لا يعلمون عظمته تعالى حتى يخشوه حق خشيته .
ثم ذكر السبب في عدم نصرتهم لليهود والدخول مع المؤمنين في قتال ، فقال :
13- { لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ } .
أي : إنهم يخافونكم أشد مما يخافون الله ، ومن ثم لم يجرءوا على الدخول معكم في قتال ، وتركوا اليهود يحكم عليهم الرسول بما شاء .
ثم ذكر سبب الرهبة لهم من دون الله ، فقال :
{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ } .
أي : وكانت هذه الرهبة لكم في صدورهم أشد من رهبتهم لله من أجل أنهم لا يفقهون قدر عظمته تعالى ، فهم لذلك يستخفّون بمعاصيه ولا يرهبون عقابه قدر رهبتهم لكم .
ونحو الآية قوله تعالى : { إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية . . . }( النساء : 77 ) .
{ لأنتم أشد رهبة في صدورهم } : أي تالله لأنتم أشد خوفاً في صدورهم .
من الله : لأن الله تعالى يؤخر عذابهم وأنتم تعجلونه لهم .
{ ذلك بأنهم } : أي المنافقين .
{ قوم لا يفقهون } : لظلمة كفرهم وعدم استعدادهم للفهم عن الله ورسوله .
وقوله تعالى : { لأنتم أشد رهبة في صدروهم من الله } يخبر تعالى رسوله والمؤمنين بأنهم أشد رهبة أي خوفاً في صدور المنافقين من الله تعالى لأنهم يرون أن لله تعالى يؤجل عذابهم ، وأما المؤمنين فإنهم يأخذونهم بسرعة للقاعدة ( من بدل دينه فاقتلوه ) فإذا أعلنوا عن كفرهم وجب قتلهم وقتالهم .
وقوله تعالى : { ذلك بأنهم قوم لا يفقهون } هذا بيان لجبنهم وخوفهم الشديد من الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين . إذ لو كانوا يفقهون لما خافوا البعد ولم يخافوا المعبود .
- الجبن والخوف صفة من صفات اليهود اللازمة لهم ولا تنفك عنهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.