تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{كَمَثَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ إِذۡ قَالَ لِلۡإِنسَٰنِ ٱكۡفُرۡ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

11

16- { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } .

أي : مثل هؤلاء المنافقين الذين وعدوا اليهود من بني النضير بالنصرة إن قوتلوا ، أو الخروج معهم إن أُخرجوا ، ومثل بني النضير في غرورهم بوعودهم وإسلامهم إياهم في أشد حاجتهم إليهم وإلى نصرتهم – كمثل الشيطان الذي غرّ إنسانا ووعده بالنصرة عند الحاجة إليه إذا هو كفر بالله واتبعه وأطاعه ، فلما احتاج إلى نصرته أسلمه وتبرأ منه ، وقال : إني أخاف الله رب العالمين إذا أنا نصرتك ، لئلا يشركني معك في العذاب .

والخلاصة :

أن مثل اليهود في اغترارهم بمن وعدهم بالنصرة من المنافقين بقولهم لهم : لئن قوتلتم لننصرنكم ، ولما جد الجد واشتد الحصار والقتال تخلوا عنهم وأسلموهم للهلكة – كمثل الشيطان إذ سول للإنسان الكفر والعصيان ، فلما دخل تبرأ منه وتنصل ، وقال : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .

ولا تجد مثلا أشد وقعا على النفوس ، ولا أنكى جرحا في القلوب من هذا المثل ، لمن اعتبر وادّكر ، ولكنهم قوم لا يعقلون .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{كَمَثَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ إِذۡ قَالَ لِلۡإِنسَٰنِ ٱكۡفُرۡ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

شرح الكلمات :

{ كمثل الشيطان إذ قال للإِنسان } : أي ومثلهم أيضا في سماعهم من المنافقين وخذلانهم لهم كمثل الشيطان إذ قال للإِنسان .

{ أكفر فلما كفر قال إني بريء منك } : أي قال له الشيطان بعد أن كفره إني بريء منك .

/د15

وقوله تعالى : { كمثل الشيطان إذ قال للإِنسان اكفر } بوسائله الخاصة فلما كفر الإِنسان تبرأ منه الشيطان وقال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين كذلك حال بني النضير مع المنافقين حيث حرضوهم على الحرب والقتال وواعدوهم أن يكونوا معهم ثم خذلوهم وتركوهم وحدهم .

الهداية :

- التحذير من سبل الشيطان وهي الإِغراء بالمعاصي وتزيينها فإذا وقع العبد في الهلكة تبرأ الشيطان منه وتركه في محنته وعذابه .