الآية 80 وقوله تعالى : { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون } اختلف فيه :
قال بعضهم : هو نوع من الشجر ، يقال : المَرْخُ ، كانوا يورون منه النار . وقيل : هو الزيتون الذي يُسرج منه . وتأويله : أن الشجر الأخضر ، خضرته إنما تكون من الماء ، والماء تطفئ النار ، والنار تأكل الحطب والخشب . فمن قدر على الجمع بين المتضادين وحفظ كل واحد منهما عن صاحبه مما السبيل منها التنافر والتدافع [ فهو قادر ]{[17585]} على البعث ، ولا{[17586]} يعجزه شيء .
وقال بعضهم : قوله : { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون } هو أنشأ لكم من الشجر [ ما تتنزّهون به ]{[17587]} وتتلذّذون ما دام أخضر . فإذا أدرك ، وبلغ ، تنتفعون [ بثماره وفواكهه ]{[17588]} ثم يصير حطبا ، توقدون منه{[17589]} النار ، وتصطلون . فمن قدر على ما ذكرنا لا يُحتمل أن يُعجزه شيء . أو من فعل ما ذكر لا يحتمل أن يفعله عبثا باطلا .
فلو كان على ما قاله الكفرة : أن لا بعث ، ولا نشور ، كان فعل ذلك عبثا باطلا ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.