النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلۡأَخۡضَرِ نَارٗا فَإِذَآ أَنتُم مِّنۡهُ تُوقِدُونَ} (80)

قوله عز وجل : { الذي جَعَلَ لكم مِنَ الشجر الأخضر ناراً } الآية أي الذي جعل النار المحرقة في الشجر الرطب المَطفي وجمع بينهما مع ما فيهما من المضادة ، لأن النار تأكل الحطب ، وأقدركم على استخراجها هو القادر على إعادة الموتى وجمع الرفات .

ويحتمل ذلك منه وجهين :

أحدهما : أن ينبه الله تعالى بذلك على قدرته التي لا يعجزها شيء .

الثاني : أن يدل بها على إحياء الموتى كما أحييت النار بالإذكاء .

قال الكلبي{[2322]} : كل الشجر يقدح منه النار إلا العناب .

وحكى أبو جعفر السمرقندي عن أحمد بن معاذ النحوي في قوله تعالى { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر } يعني به إبراهيم ، { ناراً } أي نوراً يعني محمدً صلى الله عليه وسلم .

{ فإذا أنتم منه توقِدون } أي تقتبسون الدين .


[2322]:في ك قال الشعبي.