تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّآ أَخۡلَصۡنَٰهُم بِخَالِصَةٖ ذِكۡرَى ٱلدَّارِ} (46)

45

المفردات :

أخلصناهم : جعلناهم خالصين لنا .

بخالصة : بخصلة خالصة لا شوب فيها ، هي تذكر الدار الآخرة والعمل لها .

التفسير :

46-{ إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار } .

إنا جعلناهم خالصين لطاعتنا ، عاملين بأوامرنا ونواهينا ، لاتصافهم بخصلة جليلة الشأن ، لا يساويها غيرها من الخصال ، وهي : تذكُّرهم الدار الآخرة في كل أعمالهم فهي مطمح أبصارهم ، وغاية آمالهم وأهدافهم ، في كل ما يأتون وما يذرون ، ليفوزوا بلقاء ربهم ، وينالوا رضاه في جنات النعيم .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَخۡلَصۡنَٰهُم بِخَالِصَةٖ ذِكۡرَى ٱلدَّارِ} (46)

{ إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار } معنى { أخلصناهم } جعلناهم خالصين لنا ، أو أخلصناهم دون غيرهم ، وخالصة صفة حذف موصوفها تقديره بخصلة خالصة ، وأما الباء في قوله : { بخالصة } فإن كان أخلصناهم بمعنى جعلناهم خالصين ، فالباء سببية للتعليل ، وإن كان أخلصناهم بمعنى خصصناهم فالباء لتعدية الفعل ، وقرأ نافع بإضافة خالصة إلى ذكرى من غير تنوين ، وقرأ غيره بالتنوين على أن تكون ذكر بدلا من خالصة على وجه البيان والتفسير لها ، والدار يحتمل أن يريد به الآخرة أو الدنيا ، فإن أراد به الآخرة ففي المعنى ثلاثة أقوال :

أحدها : أن ذكرى الدار يعني به ذكرهم للآخرة وجهنم فيها .

والآخر : أن معناه تذكيرهم للناس بالآخرة ، وترغيبهم للناس فيها عند الله .

والثالث : أن معناه ثواب الآخرة أي : أخلصناهم بأفضل ما في الآخرة ، والأول أظهر ، وإن أراد بالدار الدنيا فالمعنى حسن الثناء والذكر الجميل في الدنيا كقوله : { لسان صدق } [ مريم : 50 ]