الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّآ أَخۡلَصۡنَٰهُم بِخَالِصَةٖ ذِكۡرَى ٱلدَّارِ} (46)

ثم قال : { إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار } .

من نَوَّن ( خالصة )/ جعل ( ذكرى ) بدلا من ( خالصة ){[58451]} .

والمعنى : إنا اخترناهم واختصصناهم بأن يذكروا معادهم ويعملوا له . ( فلا هَمَّ لهم غيره ){[58452]} . هذا قول مجاهد والسدي ، وهو اختيار الطبري{[58453]} .

والاختيار عنده على قراءة من أضاف أن يكون المعنى : بخالصة ما ذكر في الدار الآخرة{[58454]} .

ويجوز أن يكون رفع ( ذكرى{[58455]} الدار ) على إضمار مبتدأ{[58456]} .

وقيل : المعنى : اختصوا بأن يذكروا الناس الدار{[58457]} الآخرة ويدعوهم إلى طاعة الله عز وجل ، قاله قتادة{[58458]} .

ومن قرأ بالإضافة فمعناه : إنا اختصصناهم بأفضل ما في الآخرة ، قاله ابن زيد{[58459]} .

وقال مجاهد أيضا : المعنى في الإضافة : إنا أخلصناهم بأن ذكرنا الجنة لهم{[58460]} .

وقال الفضيل{[58461]} : هو الخوف الدائم في القلب .

وقال ابن جبير : معناه : عقبى الدار .

وعن مجاهد أيضا – في الإضافة – معناه : بخالصة أهل الدار{[58462]} .


[58451]:قرأ نافع وهشام وأبو جعفر والأعرج وشيبة بالإضافة، وقرأ الباقون بالتنوين. انظر: الكشف لمكي 2/231 وحجة القراءات 613 ومعاني الفراء 2/407، وجامع البيان 23/110، والمحرر الوجيز 14/41، وجامع القرطبي 15/218، وسراج القارئ 336. وانظر: تعليل القراءتين من الوجهة الإعرابية في: مشكل إعراب القرآن 2/626، وإعراب الزجاج 2/463، وإعراب النحاس 3/467 وكتاب في القراءات لابن القاضي: (وجه 374).
[58452]:(ع): فلا نعم لهم غيرها.
[58453]:انظر: جامع البيان 23/110.
[58454]:انظر: جامع البيان 23/110.
[58455]:(ح) ذكر.
[58456]:انظر: مشكل إعراب القرآن 4/627.
[58457]:في طرة (ع) وساقط من (ح).
[58458]:انظر: تفسير ابن كثير 4/41.
[58459]:انظر: جامع البيان 23/111 وتفسير ابن كثير 4/41.
[58460]:انظر: جامع القرطبي 15/218، وتفسير ابن كثير 4/41.
[58461]:هو الفضيل بن عياض بن مسعود التيمي اليربوعي، أبو علي شيخ الحرم المكي. كان ثقة في الحديث، أخذ عنه خلق كثير، منهم: الإمام الشافعي. ولد في سمرقند وتوفي بمكة سنة 187. انظر: الكامل لابن الأثير 6/189، والبداية والنهاية 10/198.
[58462]:انظر: جامع البيان 23/110.