تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{إِنَّآ أَخۡلَصۡنَٰهُم بِخَالِصَةٖ ذِكۡرَى ٱلدَّارِ} (46)

قوله { إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ } : قال مجاهد : أي جعلناهم يعملون للآخرة ليس لهم هَمّ غيرها . وكذا قال السدي : ذكرهم للآخرة وعملهم لها .

وقال مالك بن دينار : نزع الله من قلوبهم حب الدنيا وذكرها وأخلصهم بحب الآخرة وذكرها . وكذا قال عطاء الخراساني .

وقال سعيد بن جُبَيْر : يعني بالدار الجنة يقول : أخلصناها لهم بذكرهم لها ، وقال في رواية أخرى : { ذِكْرَى الدَّارِ } عقبى الدار .

وقال قتادة : كانوا يذَكّرون الناس الدار الآخرة والعمل لها .

وقال ابن زيد : جعل لهم خاصة أفضل شيء في الدار الآخرة .