بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّآ أَخۡلَصۡنَٰهُم بِخَالِصَةٖ ذِكۡرَى ٱلدَّارِ} (46)

قوله عز وجل : { إِنَّا أخلصناهم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدار } يعني : اختصصناهم بذكر الله تعالى ، وبذكر الجنة ، وليس لهم همّ إلا همّ الآخرة . ويقال : معناه واذكر صبر إبراهيم ، وصبر إسحاق ، وصبر يعقوب ، ولم يذكر صبر إسماعيل لأنه لم يبتلَ بشيء . قرأ نافع { بِخَالِصَةٍ } بغير تنوين على معنى الإضافة . وقرأ الباقون مع التنوين . وروي عن مالك بن دينار أنه قال : نزع الله ما في قلوبهم من حب الدنيا ، وذكرها ، وقد أخلصهم بحب الآخرة ، وذكرها . ومن قرأ { بِخَالِصَةٍ } بالتنوين ، جعل قوله : { ذِكْرَى الدار } بدلاً من خالصة . والمعنى : { إِنَّا أخلصناهم } بذكر الدار ، والدار هاهنا دار الآخرة . يعني : جعلناهم لنا خالصين ، بأن جعلناهم يكثرون ذكر الدار ، والرجوع إلى الله تعالى .