تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَٰنِۖ لَا يَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابٗا} (37)

من مشاهد القيامة

{ رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمان لا يملكون منه خطابا 37 يوم يقوم الروح والملائكة صفّا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا 38 ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مئابا 39 إنّا أنذرناكم عذابا قريبا يوم المرء ما قدّمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا 40 }

المفردات :

الخطاب : المخاطبة والمكالمة ، أي : لا يقدر أحد أن يخاطبه سبحانه في رفع بلاء أو دفع عذاب .

التفسير :

37- رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمان لا يملكون منه خطابا .

هذا الجزاء صادر من الرحمان الذي وسعت رحمته كل شيء ، وفي اليوم القيامة لا يستطيع أحد أن يخاطبه في رفع عذاب ، أو دفع بلاء ، هيبة وإجلالا له سبحانه وتعالى .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَٰنِۖ لَا يَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابٗا} (37)

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَٰنِۖ لَا يَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابٗا} (37)

{ رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن } قرأ أهل الحجاز ، وأبو عمرو : { رب } رفع على الاستئناف و{ الرحمن } خبره . وقرأ الآخرون بالجر إتباعاً لقوله : { من ربك } وقرأ ابن عامر ، وعاصم ، ويعقوب : { الرحمن } جراً إتباعاً لقوله : { رب السماوات والأرض } وقرأ الآخرون بالرفع ، فحمزة والكسائي يقرآن { رب } بالخفض لقربه من قوله : { جزاءً من ربك } ويقرآن { الرحمن } بالرفع لبعده منه على الاستئناف ، وقوله : { لا يملكون } في موضع رفع ، خبره . ومعنى : { لا يملكون منه خطاباً } قال مقاتل : لا يقدر الخلق على أن يكلموا الرب إلا بإذنه . وقال الكلبي : لا يملكون شفاعة إلا بإذنه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَٰنِۖ لَا يَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابٗا} (37)

قوله تعالى : " رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن " قرأ ابن مسعود ونافع وأبو عمرو وابن كثير وزيد عن يعقوب ، والمفضل عن عاصم : " رب " بالرفع على الاستئناف ، " الرحمن " خبره . أو بمعنى : هو رب السموات ، ويكون " الرحمن " مبتدأ ثانيا . وقرأ ابن عامر ويعقوب وابن محيصن كلاهما بالخفض ، نعتا لقوله : " جزاء من ربك " أي جزاء من ربك رب السموات الرحمن . وقرأ ابن عباس وعاصم وحمزة والكسائي : " رب السموات " خفضا على النعت ، " الرحمن{[15760]} " رفعا على الابتداء ، أي هو الرحمن . واختاره أبو عبيد وقال : هذا أعدلها ، خفض " رب " لقربه من قوله : " من ربك " فيكون نعتا له ، ورفع " الرحمن " لبعده منه ، على الاستئناف ، وخبره " لا يملكون منه خطابا " أي لا يملكون أن يسألوه إلا فيما أذن لهم فيه . وقال الكسائي : " لا يملكون منه خطابا " بالشفاعة إلا بإذنه . وقيل : الخطاب : الكلام ؛ أي لا يملكون أن يخاطبوا الرب سبحانه إلا بإذنه ؛ دليله : " لا تكلم نفس إلا بإذنه " [ هود : 105 ] .

وقيل : أراد الكفار " لا يملكون منه خطابا " ، فأما المؤمنون فيشفعون . قلت : بعد أن يؤذن لهم ؛ لقوله تعالى : " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " وقوله تعالى : " يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا " [ طه : 109 ] .


[15760]:هذه القراءة ذكرها القرطبي وابن عطية ولم يذكرا قراءة عاصم بالجر فيهما وهي رواية حفص، وقد ذكرها أبو حيان والألوسي، فتكون القراءات عن عاصم على هذا ثلاثا؛ رفع فيهما، وجرفيهما، وجر "رب" ورفع "الرحمن".
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَٰنِۖ لَا يَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابٗا} (37)

ولما ذكر سبحانه سعة فضله ، وصف نفسه الأقدس بما يدل على عظمته زيادة في شرف المخاطب صلى الله عليه وسلم لأن عظمة العبد على حسب عظمة السيد ، فقال مبدلاً على قراءة الجماعة وقاطعاً بالرفع على المدح عند الحجازيين وأبي عمرو : { رب السماوات والأرض } أي مبدعهما ومدبرهما ومالكهما { وما بينهما } ملكاً وملكاً . ولما شمل{[71236]} ذلك العرش وما دونه{[71237]} ، علله بقوله : { الرحمن } أي الذي له الإنعام العام الذي أدناه الإيجاد ، وليس ذلك لأحد غيره ، فإن الكل داخل في ملكه وملكه ، ولذلك قال دالاً على الجبروت بعد صفة الرحمة : { لا يملكون } أي أهل السماوات والأرض ومن بين ذلك أصلاً دائماً في وقت من الأوقات في الدنيا ولا في الآخرة لا في يوم بعينه : { منه } أي العام النعمة خاصة { خطاباً * } أي أن يخاطبوه أو يخاطبوا غيره بكلمة فما فوقها في أمرهم في غاية الاهتمام به بما أفاده التعبير بالخطاب ، فكيف بما دونه{[71238]} وإذا لم يملكوا ذلك منه فممن والكل في ملكه وملكه ؟ وعدم ملكهم لأن يخاطبهم مفهوم موافقة ، والحاصل أنهم لا يقدرون على خطاب ما من ذوات أنفسهم كما هو شأن المالك . وأما غيره فقد يملكون أن يكرهوه{[71239]} على خطابهم وأن يخاطبوه بغير إذن من ذلك الغير-{[71240]} ولا رضى وبغير تمليك منه لهم لأنه لا ملك له ، وإذا كان هذا في{[71241]} الخطاب فما ظنك بمن يدعي الوصال بالاتحاد{[71242]} - عليهم اللعنة ولهم سوء المآب ، ما أجرأهم على الاتحاد ! وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري : كيف يكون للمكون المخلوق والفقير المسكين مكنة تملك منه خطاباً {[71243]}أو تتنفس نفساً{[71244]} كلا بل هو الله الواحد{[71245]} الجبار .


[71236]:زيد في الأصل: من، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71237]:من ظ و م، وفي الأصل: دونهما.
[71238]:من ظ و م، وفي الأصل: دونهم.
[71239]:من ظ و م، وفي الأصل: يكون.
[71240]:زيد من م.
[71241]:من ظ و م، وفي الأصل: من.
[71242]:من ظ و م، وفي الأصل: باتحاد.
[71243]:من ظ و م، وفي الأصل: تنفس تنفسا.
[71244]:من ظ و م، وفي الأصل: تنفس تنفسا.
[71245]:من ظ و م، وفي الأصل: الأحد.