تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗاۖ ذَٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِيدٞ} (3)

1

المفردات :

ذلك رجع بعيد : ذلك البعث رجع بعيد عن الوقوع ، أو عن الإمكان .

التفسير :

3- { أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد } .

إذا متنا ودفنا في الأرض ، وتفسخت أجسامنا ، وأدركنا الفناء والبلى ، فإن عودة الحياة إلينا بعيدة ، فما أبعد الفرق بين الموت والغياب في الأرض ، وتمزق الجسد ووهن العظام وتفتتها ، ثم الحياة والحركة والبعث .

وكثيرا ما استعرض القرآن شبهات الكافرين وناقشها وفنّدها ، فذكر ما يأتي :

( أ ) الذي بدأ الخلق أول مرة قادر على الإعادة مرة أخرى .

( ب ) قدرة الله لا حدود لها ، فهو على كل شيء قدير .

( ج ) علم الله محيط بكل شيء ، فهو يعلم كل ذرة في أجسامهم ، وعنده كتاب قد سجل فيه كل شيء عنهم .

قال تعالى : { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ( 78 ) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ( 79 ) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ( 80 ) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ( 81 ) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( 82 ) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( 83 ) } . ( يس : 78-83 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗاۖ ذَٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِيدٞ} (3)

ثم قرروا التعجب بقولهم : { أئذا متنا وكنا ترابا } أي أحين نموت ونصير ترابا نرجع كما يقول ! ؟ { ذلك رجع بعيد أي البعث بعد الموت رجع بعيد عن الأفهام أو العادة ، أو الإمكان . يقال : رجعته أرجعه رجعا . ورجع هو يرجع رجوعا .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗاۖ ذَٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِيدٞ} (3)

{ أئذا متنا وكنا ترابا } نبعث وهذا استفهام إنكار وجوابه محذوف ثم أنكروا ذلك أصلا فقالوا { ذلك } أي البعث { رجع بعيد } رد لا يكون قال الله تعالى

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗاۖ ذَٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِيدٞ} (3)

قوله تعالى : " أئذا متنا وكنا ترابا " نبعث ، ففيه إضمار . " ذلك رجع بعيد " الرجع الرد أي هو رد بعيد أي محال . يقال : رجعته أرجعه رجعا ، ورجع هو يرجع رجوعا ، وفيه إضمار آخر ، أي وقالوا أنبعث إذا متنا . وذكر البعث وإن لم يجرها هنا فقد جرى في مواضع ، والقرآن كالسورة الواحدة . وأيضا ذكر البعث منطو تحت قوله : " بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم " لأنه إنما ينذر بالعقاب والحساب في الآخرة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗاۖ ذَٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِيدٞ} (3)

ولما كان المتعجب منه مجملاً ، أوضحه بقوله حكاية عنهم مبالغين في الإنكار ، بافتتاح إنكارهم باستفهام إنكاري : { إذا متنا } ففارقت أرواحنا أشباحنا { وكنا تراباً } لا فرق بينه وبين تراب الأرض . ولما كان العامل في الظرف ما تقديره : نرجع ؟ دل عليه بقوله والإشارة بأداة البعد {[61063]}إلى عظيم{[61064]} استبعادهم : { ذلك } أي الأمر الذي هو في {[61065]}تمييز ترابنا من بقية التراب{[61066]} في غاية البعد ، وهو مضمون الخبر برجوعنا { رجع } أي رد إلى ما كنا عليه{[61067]} { بعيد * } جداً-{[61068]} لأنه لا يمكن تمييز ترابنا من بقية التراب .


[61063]:من مد، وفي الأصل: وهو.
[61064]:من مد، وفي الأصل: وهو.
[61065]:ليس ما بين الرقمين في مد.
[61066]:ليس ما بين الرقمين في مد.
[61067]:زيد في الأصل: هذا هو، هذا أمر، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[61068]:زيد من مد.