تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا} (6)

4

المفردات :

كأس : خمر ، أو زجاجة فيها خمر .

مزاجها : ما تمزج الكأس به وتحفظ .

كافورا : ماء الكافور في حسن أوصافه .

عينا : ماء عين ، أو خمر عين .

يسرب بها : يشرب منها أو يرتوى بها .

يفجرونها : يجرونها حيث شاءوا من منازلهم .

التفسير :

5 ، 6- إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا* عينا يشرب بها عباد الله يفجّرونها تفجيرا .

يبدأ الحديث عن النعيم الذي يلقاه الأبرار في الجنة :

إنهم يشربون خمرا حلالا طيبة ، مزاجها الكافور ، وخمر الجنة كلها لذة ومتعة ، ومع ذلك تمزج بكافور بارد أبيض طيب الرائحة ، ليكمل ريح الخمر وطعمها ويطيب ، ويمزج بماء عين يشرب منها عباد الله الصالحون ، يجرونها إلى حيث يريدون من منازلهم وقصورهم ، وينتفعون بها كما يشاءون ، ويشقّونها شقّا كما يشق النهر ويتفجر الينبوع ، فهم يشيرون إلى الماء فيسير حيث أرادوا ، ويجري حيث شاءوا من مجالسهم ومحالّهم .

يفجّرونها تفجيرا .

والتفجير : الإنباع ، فهي تنبع من المكان الذي يرغبون أن تنبع منه ، وتسير حسب رغباتهم ، زيادة في إكرامهم وإسعادهم .

قال ابن كثير :

يفجّرونها تفجيرا .

أي : يتصرفون فيها حيث شاءوا ، وأين شاءوا من قصورهم ودورهم ومجالسهم ومحالّهم .

وقال مجاهد :

يفجّرونها تفجيرا . يقودونها حيث شاءوا ، ويصرّفونها حيث شاءوا .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا} (6)

من عينٍ صافية يجرونها حيث شاؤا ويتمتعون بهذا النعيم المقيم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا} (6)

{ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ } أي : ذلك الكأس اللذيذ الذي يشربون به ، لا يخافون نفاده ، بل له مادة لا تنقطع ، وهي عين دائمة الفيضان والجريان ، يفجرها عباد الله تفجيرا ، أنى شاءوا ، وكيف أرادوا ، فإن شاءوا صرفوها إلى البساتين الزاهرات ، أو إلى الرياض الناضرات ، أو بين جوانب القصور والمساكن المزخرفات ، أو إلى أي : جهة يرونها من الجهات المونقات .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا} (6)

{ عينا } نصب تبعاً للكافور . وقيل : هو نصب على المدح . وقيل أعني عيناً . وقال الزجاج : الأجود أن يكون المعنى من عين ، { يشرب بها } قيل : يشربها " والباء " صلة وقيل بها أي منها ، { عباد الله } قال ابن عباس أولياء الله ، { يفجرونها تفجيراً } أي يقودونها حيث شاؤوا من منازلهم وقصورهم ، كمن يكون له نهر يفجره ها هنا وها هنا إلى حيث يريد .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا} (6)

{ عينا } بدل من كافورا على القول بأن الخمر تمزج بالكافور أو بدل من موضع من كأس على القول الآخر كأنه قال يشربون خمرا خمر عين ، وقيل : هو مفعول يشربون ، وقيل : منصوب بإضمار فعل .

{ يشرب بها } قال ابن عطية : الباء زائدة والمعنى يشربها ، وهذا ضعيف لأن الباء إنما تزاد في مواضع ليس هذا منها وإنما هي كقولك شربت الماء بالعسل لأن العين المذكورة تمزج بها الكأس من الخمر .

{ عباد الله } وصفهم بالعبودية وفيه معنى التشريف والاختصاص . كقوله : { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا } [ الفرقان : 63 ] .

{ يفجرونها تفجيرا } أي : يفجرونها حيث شاؤوا من منازلهم تفجيرا سهلا لا يصعب عليهم وفي الأثر أن في قصر النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة عينا تفجر إلى قصور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والمؤمنين .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا} (6)

ولما كان الكافور أعلى-{[70585]} ما نعهده جامداً ، بين أنه هناك ليس كذلك ، فقال مبدلاً من " كافور " : { عيناً يشرب بها } أي بمزاجها{[70586]} كما تقول : شربت الماء بالعسل { عباد الله } أي خواص الملك الأعظم وأولياؤه أي شراب أرادوه{[70587]} .

ولما كان المزاج{[70588]} يتكلف لنقله{[70589]} قال : { يفجرونها تفجيراً * } أي حال كونهم يشققونها ويجرونها بغاية الكثرة إجراء حيث أرادوا من مساكنهم وإن علت وغيرها .


[70585]:زيد من ظ و م.
[70586]:من م، وفي الأصل: بمزجها، وفي ظ: يمازجها.
[70587]:في ظ و م: أرادوا.
[70588]:من ظ و م، وفي الأصل: المزج.
[70589]:من ظ و م، وفي الأصل: نقله.